تقرير عن التدريب العملي في مكتبة الكلية
اللغة العربية لغة عظيمة يتفيأ بظلها الكثير من العلوم والدراسات المتفرعة منها، فاللغة العربية ليست نحو وصرف وبلاغة وأدب فقط، بل تحت كل فرع من هذه يدخل الكثير من الدراسات المتخصصة، وأيضًا كل علم من العلوم البشرية يضم فروعًا متعددة تضم أقسامًا عدة، لمّ علم المكتبات شتاتها ووضعها في قوالب التصنيف التي حفظت لنا هذه العلوم من اندثار بعض فروعها، وخلصتنا من احتمال مجحف بالعلم، ألا وهو احتمال الاستغناء ببعض فروع العلم عن بعضها الآخر، حتى جاء اليوم الذي علمنا فيه أهمية كل فرع ومدى تكامل الفروع فيما بينها، عندما صُنفت المعارف البشرية إلى الصورة التي نعرفها اليوم، وقُسم كل علم إلى عدة فروع يضم كل فرع عدة أقسام، فضلًا عن سهولة الوصول إلى المعلومة المبتغاة التي كفلها لنا نظام التصنيف الذي هو فرع من علم المكتبات أو نظم المعلومات.
يوم الاثنين 23/4/1432هـ كان أول يوم تدريب لي في مكتبة الأقسام الأدبية في الكلية
تعلمت خلال أسبوعين قضيتهما في المكتبة أمورًا كنت أجهلها، مما تعلمته أن الكتاب قبل أن يوضع في الرف بصورته النهائية يمر بمراحل عدة قبل ذلك وليس كل كتاب يمر بذات المراحل فهناك كتب إهداء وهناك كتب تزويد، كتب الإهداء هي ما تهديه مكتبة أخرى لمكتبة الكلية وتصل غير مزودة برقم تصنيف، وكتب التزويد هي الكتب التي تصل لمكتبة الكلية من مكتبة الجامعة وتصل هذه الكتب مزودة برقم تصنيف.
وقد عملت على هذه الكتب منذ أن استلمتها المكتبة وكان العمل عليها عبارة عن سلسة أعمال يؤدي كل عمل منها إلى ما يليه، تبدأ بمرحلة استلام الكتب إلى مرحلة ترتيبها في رفوف المكتبة ويتخلل ذلك مراحل عدة منها الفرز ثم تسجيل البيانات والتصنيف والفهرسة وغير ذلك.
وصلتنا كتب مهداة للمكتبة من مكتبة أخرى حيث نقوم على ضوء قائمة -تُسلّم لنا من موظفات المكتبة- بفرز هذه الكتب، نستبقي من الكتب ما تحتاجه المكتبة ونتخلص من التالف والزائد وذلك حسب القائمة التي لدينا، ثم بعد ذلك نسجل بيانات الكتب التي استبقيناها وذلك بتدوين اسم المؤلف وعنوان الكتاب، ثم ندخل تلك البيانات إلى جهاز الحاسب الآلي.
وهنا واجهنا سلبيتين الأولى أننا أثناء الفرز لم يكن معنا موظفة على علم باحتياج المكتبة الحقيقي للكتب المهداة، حيث تسبب ذلك في إعادة –تقريبا- ثلث ما استبقيناه من الكتب سابقا عندما تفقدتها إحدى الموظفات، والسلبية الأخرى حيث لم نتنبه إلى إدخال البيانات مرتبة ترتيبا هجائيا، وكان ذلك سببا في خسارة الوقت والجهد، عندما طُلب منا استبعاد مجموعة كبيرة من الكتب التي سبق لنا إدخال بياناتها، وذلك لأنه كان علينا أن نبحث في جميع القوائم التي بلغت حوالي ست قوائم مرورا بكل كتاب فيها.
ثم بعد ذلك يتم فهرسة الكتب حسب نظام فهرسة محدد حيث تقوم الموظفة المسؤولة عن الفهرسة بعمل بطاقة فهرسة لكل كتاب، تحوي هذه البطاقة معلومات عن الكتاب مثل: عنوان الكتاب، اسم المؤلف، موضوع الكتاب، تاريخ الطبعة، دار النشر، هذه البيانات موضوعية، وهناك بيانات وصفية، حيث تصف حجم الكتاب وعدد صفحاته، ولا يكون تدوين المعلومات في البطاقة بشكل عشوائي بل هناك ما يسمى بالأبعاد البعد الأول والبعد الثاني وغيرها، فمثلا تُدون المعلومات الأساسية على البعد الأول، وغيرها تدون على البعد الثاني وهكذا، وهي لا تحدد على البطاقة ولكن المفهرِس يتخيلها ذهنيًا، وتعد هذه البطاقة بطاقة هُوية للكتاب.

والصورة أعلاه تبين عدة بطائق فهرسة باعتبارات متعددة.
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة التصنيف ويتم تصنيفها حسب تصنيف ديوي العشري الذي قسّم المعرفة الإنسانية إلى عشرة أصول وقسّم كل أصل إلى عشرة فروع وكل فرع إلى عشرة أجزاء، فمثلاً الديانات أصل من أصول المعرفة الإنسانية يشار إليها حسب تصنيف ديوي العشري بالرقم 200، إذن من الرقم 200 إلى 299 تشمل الكتب التي تناولت موضوعات دينية، وهناك الفروع تحت هذه الأصول، والمثال عليها مثلًا كتب إعراب القرآن من (200) إلى (210) كتب التفسير من (211) إلى (220) وهكذا، وهناك تفريع أدق يدخل تحت التفريع السابق؛ فهناك فواصل تأتي بعد الرقم وهي تقابل تخصصات أدق، مثلًا (201.5).
وهنا تصنيف ديوي العشري لمجموع المعارف البشرية وما يقابلها من أرقام يشار بها إليها
000 المعارف العامة
100 الفلسفة وعلم النفس
200 الديانات
300 العلوم الاجتماعية
400 اللغات
500 العلوم الطبيعية والرياضيات
600 العلوم التطبيقية ( التكنولوجيا (
700 الفنون
800 الأدب
900 الجغرافيا والتاريخ
وهنا مثال على تفريعات أصل من هذه الأصول وهو الدين الذي يشار إليه بالرقم 200
210 الإسلام وعلومه
220 القرآن الكريم وعلومه
230 الحديث الشريف وعلومه
240 العقيدة الإسلامية
250 الفرق الإسلامية
260 الفقه الإسلامي
270 المذاهب الفقهية الإسلامية
280 الدفاع عن الإسلام، الأحزاب والحركات الإسلامية
290 الديانات الأخرى
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة وضع الليبول وهو عبارة عن ورقة صغيرة لاصقة، توضع على كعب الكتاب، تحمل رقم التصنيف والحروف التي تشير إلى اختصار لاسم المؤلف.
ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ترتيب الكتب في الرفوف، ويتم ذلك بوضع الكتاب في مكانه المحدد حسب تصنيفه، وذلك بمراعاة الترتيب التسلسلي لأرقام التصنيف، مع مراعاة الأرقام بعد الفواصل فلابد أن تكون هي الأخرى مرتبة تسلسليًا.
وقد وصلت مجموعة كتب أخرى أطلق عليها كتب التزويد وهي تصل من مكتبة الجامعة تصل مزودة بأرقام الباركود ومزودة بأرقام التصنيف في أوراق خارجية لاصقة ليتم لصقها على الكتب من الداخل ومن الخارج على كعب الكتاب ثم توضع على الرفوف.

أما (الباركود) ويقابله في العربية "شفرة الخطوط العمودية"
فهو نظام شائع يستخدم في المكتبات العامة، حيث يثبت على الغلاف الداخلي للكتاب، ويحوي هذا الكود أو هذه الشفرة بعض المعلومات الهامة، كاسم الكتاب، اسم المؤلف، التصنيف، الرقم المتسلسل للكتاب، تاريخ الشراء للكتاب، حيث يتم قراءته بجهاز خاص قارئ للمعلومات التي يتضمنها الكود.
ومن ضمن الأعمال التي تدربت عليها إحصائية عدد الكتب الموجودة في المكتبة، وذلك عن طريق بطاقات الفهرسة الموضوعة في كشافات المكتبة، والتي تبين كل بطاقة عدد نسخ الكتاب المتوفرة بالمكتبة.
وكذلك مما تدربنا عليه من أعمال المكتبة عملية تنظيف الكتب، وهذا مصطلح يبدو للوهلة الأولى غريبًا، فكيف يكون تنظيف الكتب؟ يقصد بتنظيف الكتب محو رقم التصنيف القديم ووضع رقم التصنيف الجديد، و يكون ذلك في صفحة العنوان الداخلية والصفحة رقم خمسين من كل كتاب.
ومما قمت به من أعمال ترتيب الرسائل العلمية الأقسام العلمية، ثم ترتيب كل قسم ألفبائيًا، وذلك باعتبار اسم الباحثة صاحبة الرسالة.
هذا تقرير مختصر لما كان خلال فترة التدريب العملي، التي نأمل أن نكون استفدنا منها، وتهيئنا من خلالها للتعامل مع بيئة العمل أي عمل كان، رغم أن الوقت القصير لم يساعدنا كثيرا على استشعار جو بيئة العمل، والانغماس في ذلك الجو تماما.
|